بتنسيق وتصميم من المهندس المعماري سهل الحياري، يقدم معرض الهنجر مجموعة مختارة من أعمال جيل جديد من المصممين التجريبيين المحليين والإقليميين.

تفتتح النسخة الأولى لأسبوع عمّان للتصميم فعالياتها بعرض أعمال مختارة لجيل جديد من المصممين المحليين والإقليميين التجريبيين. وبتنسيق من المهندس المعماري المعروف سهل الحياري، يركز معرض الهنجر على إبراز الأفكار التي يتجلى فيها الطابع المحلي، كما يقدم أعمالاً لمصممين يتحدّون المفهوم العام عن التصميم متجاوزين الحدود المتعلقة بالمواد والأحجام والأشكال والوظائف. ويهدف المعرض إلى إبراز مكانة التصميم كأداة فعالة في التعبير عن الثقافة والمجتمعات، وكوسيلة لحل المشكلات وإحداث تغيير إيجابي.

رسالة من المنسّق

تعريف مفهوم التصميم في منطقة بهذا التنوع من منظورٍ واحد واضح هو محاولة عقيمة وغير ضرورية. يظهر في إدراك عدم وجود هذا الاتساق شعور بالإرتياح؛ يحررنا من الإلتزام بهياكل مرسومة، أو اتباع ميول أو اتجاهات معينة. كيف يمكن لهذه الهياكل أن تكون موجودة بالأساس عندما تقدم هذه المنطقة تنوع مذهل يحدث داخل أصغر المساحات الجغرافية؟

الإقرار بغياب هذا الاتساق يوسّع إمكانيات إعادة تعريف أنفسنا ضمن تاريخ مديد من الإبتكار. التصميم يوفر لنا فرصة الانخراط في ممارسة التقييم الذاتي ومراقبة هؤلاء من حولنا من خلال تبادل تعاوني للأفكار. هذه هي الآلية التي ينسب إليها معايير ازدهار الثقافات على مدى آلاف السنين في هذه المنطقة وخارجها.

وضع المصممون المشاركون في هذا المعرض في بيئة تحتّم عليهم اعتماد نهج فريد للتصميم، نظراً للقيود السائدة في محدودية الموارد والفرص والوصول إلى أحدث التكنولوجيات. فأثبتوا من خلال جهودهم الجبارة قدرتهم على مواجهة هذه الظروف التي هي في كثير من الأحيان منهكة ومعيقة، والتي يقترن بها ركود في تقدير الحرف. ضمن هذه البيئة، يصبح الحدس قوة دافعة هامة، والارتجال أداة قيمة لاستيعاب واحتواء المشاكل التي يسعى التصميم لإيجاد حلول لها. ينتج عن ذلك مجموعة كبيرة من أعمال متنوعة؛ يقودها من ناحية الإصرار على التطور كحاجة إنسانية، ومن ناحية أخرى الاستثمار في صياغة فكرتنا عن المعايير والمادة والتقنية. في ظل هذه المعطيات، وجد المصممون نوع من الحرية تبعدهم عن ما هو مدرَك أو يطمح لأن يكون 'متطوّراً'، نحو إخراج ما هو فطري أو روحاني.

التصميم في هذه المنطقة لا يمكن أن يرتكز فقط على حل المشاكل، كما لا يمكن أن يرتكز على سحر كل ما هو جديد. إذ يمكن لهذا النهج أن يتجاهل جوانب أخرى من التصميم لا تقل أهمية؛ جوانب بإمكانها تفكيك الأساليب المألوفة لفهم الحياة لبناء مرحلة عابرة تملؤها لذة لا يمكن تفسيرها. التصميم يعطينا الشجاعة لتجربة أمور فكرياً وعاطفياً، تصلنا بأرقى صور من أنفسنا، وتسمح لنا مرة أخرى بالحديث والتعبير باستخدام مصطلحات منسيّة، كالجمال والخير.

معرض الهنجر يقدّم التصميم كقوة للاتصال. يجسد أيضاً احتفاءً بالتعددية، ويسلط الضوء على حيوية الأفكار وخيوط الوحدة المشتركة.

- سهل الحياري

سهل الحياري المعماري المسؤول في مكتب "سهل الحياري- معماريّون". حصل الحياري على شهادتي البكالوريوس في العمارة والفنون الجميلة من كليّة رود آيلاند للتصميم، على شهادة الماجستير في العمارة بتخصّص التصميم الحضريّ من جامعة هارفارد، كما تابع دراسته العليا في كليّة العمارة بجامعة فينيس منذ 1993 – 1995. عرضت أعماله في عدد كبير من المطبوعات العالميّة، إضافة إلى المعارض الفنيّة ، كما كان عضواً في لجنة التحكيم العليا لجائزة آغا خان للعمارة.

هنجر راس العين

أنشئ هنجر شركة الكهرباء في راس العين عام 1930 ليضم مولدات الكهرباء التي تولّد الطاقة لمختلف أنحاء العاصمة المزدهرة عمّان. ويشكل المبنى، الذي يقع في وادٍ تحيطه التلال الشامخة من كل جانب، رمزاً لمعالم عصر الصناعة والحداثة في عمّان، ليكون بحدّ ذاته علامة بارزة للمدينة. وقد قامت "أمانة عمّان الكبرى" بالتعاون مع مكتب تراث للدراسات والتصميم بإعادة ترميم المبنى ليتحول إلى مساحة ثقافية عامة لاستضافة المعارض والمحاضرات وغيرها من الفعاليات الثقافية.