يلقّب الأشخاص الكريمون بـ"أهل الثرى". كما تشير اللغة إلى الأرض على أنّها أمّنا جميعاً، بينما يتجلّى علم المصطلحات بشكل أوضح في كلمات "الزرع" و"البذرة"، واللتان تستعملان لوصف الأطفال أيضاً. هذه المصطلحات جزء يسير ممّا وصل إلينا من كلمات وفيرة تتواجد في القواميس ضمن واقع يقدّر البلاستيك أكثر من الحياة.
تعد فلسطين، بموقعها ضمن الهلال الخصيب، واحدة من مراكز التنوّع في العالم، وخاصّة لإنتاج القمح والشعير. والآن، يقع هذا التنوّع البيولوجي الذي أبقانا على قيد الحياة لآلاف السنين، تحت تهديد السياسات التي تستهدف المزارعين وتجبرهم على التخلّي عن بذورهم التي ورثوها مقابل اعتماد أنواع مختلطة جديدة.
تقدّم فيفيان صنصور مشروع بذور إرث فلسطين، وهو مشروع تفاعلي زراعي فنّي يهدف لتأسيس مساحة عامة لتبادل البذور والمعرفة. يشكّل الإرث، الذي تم اختياره بعناية من قبل أسلافنا عبر آلاف السنين من الأبحاث والتخيّل، واحداً من أقوى خطوط الدفاع عن خصخصة مصدر الحياة: البذور. تحمل هذه البذور في جوهرها أساس بقائنا على قيد الحياة ضمن سياق عنيف يمكن رؤيته في التوسّعات الاستيطانيّة والكيميائيّة في الهضاب والوديان.