fbpx الجلسات المصغّرة - مجلّة جماعية | Amman Design Week
بقلم rashatabbalat بتاريخ الأحد, كانون الأول 20, 2020
Header Image
Amman Design Week The Intimate Sessions A Collective Magazine

نشيد لعام 2020

في العام 2020، قمنا بتطوير أسلوب جديد للتفكير في الوقت: الماضي والحاضر والمستقبل، بينما بدا وكأن الوقت يصبح بطيئاً أو سريعاً بحسب طبيعة الحظر الذي انطوينا تحته.


وبينما بدأ الوقت بالاختفاء، أصبحنا نحدّد أيّامنا بحركات وأنشطة مكرّرة. وبينما كنّا نطوّر طقوساً وسلوكيات وروتيناً جديداً، انصهرت الأيام على بعضها، ولم نعد نميّزها إلّا من خلال أنشطة مكرّرة ومستعادة. تعطّلت طقوسنا القديمة، وتشكّلت طقوس جديدة ونحن نكتسب تفهّماً جديداً لشروق وغروب الشمس، والإعلانات المجدولة، والمؤتمرات الصحافيّة، والطقوس التي نعتني خلالها بأنفسنا، والطرق التي قضينا فيها أيّامنا ضمن ذلك العالم الذي يسير باتّجاه الجائحة: من الأعمال البسيطة كارتداء الملابس صباحاً والذهاب إلى العمل أو مكان الدراسة، إلى اللقاءات العائليّة الأسبوعيّة والنشاطات الاجتماعيّة.


بينما انغلق العالم على نفسه، بدأنا باكتشاف علاقات جديدة مع أجسادنا، وتحديداً إدراك أن أجسادنا تمتلك أنظمة خاصّة بها. أصبحنا أكثر وعياً ببشرتنا المغطّاة بالبكتيريا والجراثيم والجسيمات التي لا تُرى بالعين، وبأيدينا، وأفواهنا، وأنوفنا كوسائل تبادل. وبينما كنّا نتقرّب من أجسادنا، ابتعدنا عن بعضنا البعض، كما حصل لتفهّمنا للحميميّة والتباعد الاجتماعي.
تمثّل هذا التباعد في التحوّل من اللمسات البشريّة الشخصيّة وتقارب الأجساد إلى علاقة رقميّة باعدت من أجسادنا، لكنّها قرّبتنا من العالم.


راقبنا من أمام شاشاتنا أحداث العام تتكشّف بخوف، وفي بعض الأحيان، نزلنا إلى الشوارع كتعبير جماعي غير مسبوق. بدا العالم لبرهة وكأنه يتحرّك كبنية واحدة: منفصل جسديّاً، لكنّه متجانس رقميّاً. ومن أمام شاشاتنا وفي شوارعنا، انكشف أداء شخصي وجماعيّ. أعاد هذا الأداء إحياء رغبتنا بالتغيير في أنحاء العالم: من حركات "black lives matter" عالميّاً، إلى مناهضة العنف ضد المرأة في الأردن، والتضامن المتزايد مع بيروت وفلسطين.


منحنا تعطّل طقوسنا وسلوكياتنا وتصرفاتنا الآليّة المعدية مسافة من "سباق الفئران" الذي يُضرب به المثل، ما سمح لنا باتّخاذ خطوة إلى الوراء واكتساب منظور موضوعيّ. لكن ما هو أكثر أهميّة أن ذلك التعطّل شكّك في إنسانيّتنا. فما الذي يعنيه أن تكون "إنساناً" في عالم تتزايد رقميّته والذي يتحكّم به الذكاء الاصطناعي؟ ما الذي يعنيه أن تكون "إنساناً" في رعايتنا واعتبارنا لبعضنا البعض؟ ما الذي يعنيه أن تكون "إنساناً" يتعايش مع المخلوقات الحيّة الأخرى كأجزاء من أجسادنا أو تعايشنا على هذا الكوكب؟ بعبارة أخرى، ما هو المستقبلي الذي نتخيّله لأنفسنا؟

 

عن المجلّة

خلال صيف 2020 وفي ضوء التغيّرات التي شهدناها هذا العام، انتهزنا الفرصة للاجتماع ضمن مجموعات صغيرة أطلقنا عليها اسم "الجلسات المصغّرة". وعلى مدار أسبوعين، التقينا بستّين مبدعاً، 8 في كل مرة، للنقاش في وجهات نظر وأساليب جديدة للأنشطة التي تركّز على الشخصيّ، والمعزول، والحميميّ. 


تعكس هذه المجلّة الرقميّة التي تنشر لمرّة واحدة تجلّيات الأفكار والطموحات التي ركّزت على الممارسات المنفردة، والعمليّة الإبداعيّة المصغّرة والبطيئة. تستعرض المجلّة أعمالاً أنشأت في ضوء عام 2020، أو أعمال تتفكّر في أخرى قديمة اكتسبت أهميّة أو معانٍ جديدة في ضوء ما يحدث.


استجاب المبدعون مع الكلمات المفتاحيّة: المستقبليّة – الحميميّة – الأداء – الطقوس


إنتاج: أسبوع عمّان للتصميم
غرافيك العناوين: باسم طاش

 

ابدأ تصفح المجلّة