معرض الهنجر
هناك اهتمام كبير بإعادة التواصل مع الهوية المحلية بالتزامن مع رغبة استكشاف حِرف الألفية. أحد أبرز الموضوعات التي تم التركيز عليها في معرض الهانجر لهذا العام هو الحياكة، والتي تم تجديدها ومحاولة إعادة إحيائها من خلال تقنيات وتطبيقات جديدة. لكل مصمم/ة من المصممين التاليين رؤيتهم الخاصة بما يتعلق بالحياكة يعرضونها في معرض الهانجر.
عبير صيقلي
عبير صيقلي أحد مؤسسي ومديرة مشاركة سابقة لأسبوع عمان للتصميم، تعرض في معرض الهانجر لعام ٢٠١٩ "نقاط التقاء". نقاط التقاء هو هيكل ونسيج من الحديد والخشب والألياف الطبيعيّة. تم تحقيقه بتدارس كل نقطة التقاء فيها والأيدي الماهرة التي صنعتها. هذا النموذج الأولي للنظام المركّب يشكّل نقاط التقاء مختلفة ما بين الألياف والهيكل والمادة والمساحة. وهو استجابة لعمليات تصميم حرفة صناعة بيوت الشعر البدويّة، والتي تعد ممارسات مجتمعيّة للنسج كانت تكلّف بها نساء القبيلة تقليديّاً (المهندسات غير المرئيات في النظام الأبوي).
"نقاط التقاء" هو هيكل ونسيج مسامي، يتشكل بتشارك ديناميكي ما بين الهيكل الأساسي الحديدي والنمط الهندسي المحبوك يدويًا بالألياف الطبيعية والذي يمنحه خواصه الميكانيكية. تطور المشروع من خلال عمليات مجتمعية ونقاط التقاء ما بين المصمم والمجتمع للحفاظ على عمليات التصميم البدوية لبيوت الشعر كإرث انتقل من جيل إلى جيل، ومزجها ضمن إطارات وشرائع المعرفة المعاصرة والمستقبلية في الأردن.
نقاط التقاء هو مشروع تشاركي بين ثمانية وخمسون فرداً من مجتمعات عمان، ماركا، حسبان، مادبا، مكاور، معان، المريغة، الحميمة، القويرة، الديسي، والمدورة.
إشراق زريقات
إشراق زريقات فنانة نسيج أردنية وحائكة وباحثة في مجال الصوف والأنسجة، تعرض نول النسيج الدائري في إنشاء "كيان مبدع"، وهو إنشاء يبحث في الإمكانيات التي يتيحها نول النسيج في الحياكة المحلية التقليدية.
بينما ينخرط عدد كبير من الناس وذوي المهارات في عمليّة بناء المنازل، فإن صناعة الخيمة عملٌ تقوم به النساء حصراً حيث المهارة الأساسيّة في العملية هي الحياكة. هذا العمل احتفاء بصناعة المنازل البدويّة بمكوناتها الناعمة من أرض وجدار وسقف، والتي تمّت خياطتها في الوقت ذاته كنسيج واحد مستمر وُضع على إطارات خشبيّة. تجلس الحائكة داخل هذا الإطار وهي تحيك حبالاً دائريّة. تتم حياكة المنزل من الداخل، ويُسكن بينما يبنى. وبينما تطول المنسوجات، تلتف حول الصندوق لتصنع مساحة مُحاكة - المنزل البدوي.
تم إنتاج هذا العمل بدعم من تكوين.
هلا كيكسو
هلا كيكسو مصممة مقيمة في البحرين، تعرض قطعة تفاعلية مكونة من جدران منسوجة أسمتها "غرفة تخص المرء وحده". يدعى الزائر، عبر هذه القطعة إلى عالم مبنيّ من المنسوجات، عالم ليّن وملموس، لكنّه أيضاً قاسٍ ومنظّم. توفّر هذه القطعة ملجأً ومكاناً للتأمل الشخصي، وتعود بالزائر إلى عالم المصنوع يدويّاً. يدعى الزوار لدخول عالم الفنانين المصنوع من المنسوجات، وإلى الفرص اللا نهائيّة التي توفّرها، لتكون فعلاً "غرفة تخص المرء وحده".
هديل عايد محمد
تم استخدام مواد متعددة لإعادة إنتاج الحياكة من قبل المعمارية المقيمة في عمان، هديل عايد محمد. فقط استخدمت هديل الحديد والأسلاك لحياكة "المشربية المُحاكة". تعد المشربيّة المحاكة إعادة تأويل لعناصر واجهات المشربيّات التقليديّة. يستكشف العمل احتمالات ترجمة هذه الحرفة التاريخيّة إلى نظام نمذجة معاصر. يسمح هذا النظام باحتمالات لا نهائيّة للتجميع وبأبعاد وإعدادات مختلفة. وعبر استعمال مواد خفيفة الوزن، يمكن أن يتم ترتيب النموذج لخلق العديد من أشكال الأسيجة والواجهات والفواصل والمظلات. هذا يسمح بإعادة تكيّف النظام في أماكن مختلفة.
صنعت هذه النماذج عبر حياكة سلك عبر إطار أساسي. وعبر تغيير شكل الإطار الهندسي، يمكن تغيير حجم الفتحة والدوران والشكل. ويمكن التلاعب بالشفافيّة لتغيير تصور المساحة الكلي، وخلق مجموعة متنوّعة من كميّة الضوء الذي يتخلّل الواجهة، كما يحدث في المشربيّة التقليديّة.
تم إنتاج هذا العمل بدعم من تكوين.
أمينة أكزناي
أنجز هذا المشروع بالتعاون ما بين المصممة المقيمة في مراكش أمينة آغيزناي و23 معلمة من نقابة التعاون الوطني في بوزنيقة، وهي مدينة صغيرة بالقرب من الدار البيضاء. "جلد" هو عمل يبلغ حجمه 18 متر مربّع صنع من شباك صيد معاد تدويرها، وقطن، وخيوط صبرا (فسكوز نباتي).
تدعو هذه القطعة، التي صنعت بإلهام من الفنون والحرف المغربيّة التقليديّة خلال ورشة أقيمت على مدار أسبوعين، إلى نقل معرفة الأسلاف وتقنيات المهارات اليوميّة المستخدمة في الملابس والديكور والأثاث والزينة وغيرها.
تحاول "جلد" أيضاً سرد قصّة هؤلاء النسوة اللواتي يقضين وقتهن في العمل في بيئة بيوتهن المنعزلة، والتي تبقى مخفيّة عادةً. انتقلت هذه المهارات على مر قرون من أم إلى ابنتها، ومن هنا يشكّل هذا العمل اليومي العمود الفقري للعمل. وخلال هذا العمل الجماعي، تنتقل فردياتهم وحساسياتهم بشكل عشوائي من امرأة إلى أخرى مثل الجلد، لتصبح نوعاً لنسيج ندبة أنثويّة حسيّة وماديّة، والتي بدورها تعيد تأويل تراث ثقافي وتعيد اختراع الأنماط التقليديّة المغربيّة.
أنتج العمل من قبل Cultural Interfaces، وهو معار من مجموعة بنك المغرب.