معرض الهنجر
تتناول أعمال المصممين المشاركين في معرض الهنجر للعام 2019 المشاهد الطبيعية، لكنها تنظر لما هو أبعد من التقدير للمكان كخلفية رومانسية، أو منظر يستخدم لأغراض السياحة والاستمتاع. فأعمالهم مبنية على أبحاث معمّقة تتجاوز الاعتبارات التي تُرى بالعين المجردة.
كما في عمل راسم كمال، المعماري الأردني والمقيم في "بازل" في سويسرا، الذي يعرض عمله "جدران الوادي". "جدران الوادي" هو عبارة عن سلسلة من الحواجز المنحنية مستوحاة من السيق الأردني، أو الوديان المحفورة طبيعيّاً. تم ترتيب الجدران لخلق ممرات ضيّقة، وملاجئ حيث يمكن للشخص أن ينفصل ويختبر لحظات التمدّد والتقلّص المكاني.
فكل جدار في العمل تم تصميمه كقطعة مستقلة تلعب دور حواجز داخليّة منحوتة تتضمّن فراغات منحنية توفّر مكاناً للجلوس أو التمهّل أو التأمّل.
جدران الوادي - راسم كمال
بينما يستخدم ستوديو آن هولتروب وسيطاً مختلفاً في إنشائهم المصنوع من الجبس المصبّغ، والذي يستكشف صلاحية السكن الطوبوغرافية من خلال إعادة التفكير بالمنزل كمساحة.
الإنشاء المعروض على مقياس 1:10 يتخيل النقوش لتكون مخططاً لمنزل محتمل من خلال المنحنيات المتداخلة في الأرض، حيث يمكن تصور غرفة نوم، وغرفة لتناول الطعام، أو حمام. يسعى كل من المشهد القائم والمتخيل إلى مساءلة علاقتنا التي غالباً ما تكون رومانسية مع المشهد الطبيعي في العمارة باقتراح علاقة مباشرة وحسية أكثر مع الموقع والأرض.
تجدر الإشارة إلى أن ستوديو آن هولتروب بدأ بممارسة العمارة العام 2009، ويعمل حالياً في أمستردام والمحرق في البحرين.
الطبوغرافيا كمنزل - لقطة قريبة
ننتقل إلي وسيط مختلف تماماً وحافل بالألوان يقدمه مركز رمسيس ويصا واصف للفنون الذي يعرض المشاهد الطبيعية باستخدام الأقمشة والمنسوجات.
يعتبر رمسيس ويصا واصف للفنون مركزاً هاماً للتجارب الفريدة في مجال النسيج الإبداعي. أنتج عدداً من المنسوجات التي لاحقت استحسان محبي هذا الفن، وجامعي القطع الفريدة وعدداً من المتاحف حول العالم. في الوقت الحالي، هناك 30 فنان وفنانة في المركز منخرطين في نسيج الصوف والقطن وإنتاج الباتيك والطباعة على المنسوجات، ويعلّمون أطفالهم هذا الفن في المركز نفسه.
يشارك مركز رمسيس ويصا واصف للفنون في معرض الهانجر بقطعتين فريدتين من البسط المعلّقة، والتي حيكت مباشرة على النول بدون مساعدة تصميم أولي، ولُوّنت باستخدام أصباغ طبيعية من خضروات مزروعة في حدائق مركز رمسيس ويصا واصف للفنون.
أنجزت القطعة الأولى السيدة نجلاء فاروق والتي تحمل اسم "حقول وريف"، بينما حاك القطعة الثانية، "قرية على النيل"، السيد علي سليم. تمت حياكة القطعتين حياكة على الجانبين واستغرق إنجازهما من 5 إلى 10 أشهر.
حقول وريف - نجلاء فاروق
قرية على النيل - علي سليم
على صعيد آخر، يقدم زيد ماضي عمله، "أنماط حضرية"، الذي يسلط الضوء على آثار الاستغلال البشري للبيئة الطبيعيّة في الأردن من خلال الخرائط وصور الأقمار الصناعية.
زيد ماضي معماري ومخطط حضري من الأردن. أسس "كلاستر لابز" وهو مختبر للتصميم متعدد المجالات والأبحاث في عمان.
يعرض في صوره التغيّرت الجذرية التي طرأت في البيئة الطبيعيّة للأردن. من حيث الامتداد الحضري غير المنظم، وتوسع رقعة صناعات التعدين والتحجير والاستنزاف الممنهج للغابات والمناطق الزراعيّة، والاستهلاك المفرط لمصادر المياه الطبيعيّة التأثير.
لإنجاز هذا العمل تمّت دراسة وتخطيط الحدود السياسية للأردن والتي تبلغ مساحتها 89 ألف كيلو متر مربّع، وتحديد ما يقارب 2500 نقطة مختلفة تغطي تلك التغييرات عن طريق نظم المعلومات الجغرافية التي التقطتها الأقمار الصناعيّة، ومقارنة تلك النقاط بصور فضائية التقطتها وكالة المخابرات الأميركيّة للمنطقة في الستينيّات.
أنماط حضرية - زيد ماضي