معرض الهنجر
في ثمانينيات القرن الماضي، بدأت صروح ونصب تذكارية جديدة بالظهور في عمان حملت دلالات لحداثة "متأخرة" للمدينة. هذه الحركة أكّدت على هوية وطنية معينة من خلال لغة ما بعد حداثية.
يمكننا قراءة ذلك في رمزيات "النسخة" الافتتاحية للساحة الهاشمية (1986): سواء في محاكاة الموقع اليوناني- روماني أو في نافورة المياه - التي استُبدِلت فيما بعد ببرج ساعة- التي أعلنت الاختفاء النهائي لسيل عمّان.
المعمارية والباحثة الحضرية ، صبا عناب، استخدمت كتل كلاسترا لصنع إنشائها المساحي "ساحة". "ساحة" هو إنشاء مكون من المحددات الفراغية والرمزية للساحة الهاشمية: المدرج الروماني، وممرات وأقواس سقف السيل (شارع قريش)، وغياب الماء.
تصبح الساحة نفسها بماديّتها غائبة، حيث تختفي تدريجياً في محيطها وبين التمثيلات المتنافسة لما هو عام.
يبدو هذا الفضاء وكأنه يُبنى باستمرار كأطلال، سرعان ما يُعاد تشكيلها، أو هجرانها، أو استبدالها بأخرى في عملية لا نهائية من محاولات بناء صورة وتمثيلات رسمية. فضاء يتأرجح باستمرار بين انعدام المنفعة والتملمُل.