معرض الهنجر
يتميّز معرض الهنجر 2019، والذي تنسّقه نورة السايح- هولتروب، باحتضانه أوسع مجموعة من الأعمال التي يقدّمها أكثر من 50 مصمّماً من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذين استجابوا مع ثيمة "الاحتمالات".
وعبر تقصّي مواد جديدة واحتمالات جماليّة، يمكن أن تنشأ مجالات تصنيع جديدة من شأنها أن تساهم في تخيّل مستقبل جديد من نطاق المدن إلى نطاق المادّة، ما يتيح طرقاً جديدة للتفاعل والعيش.
يتمحور معرض الهنجر 2019 حول الإبداع والإنشاء بقدر ما يتمحور حول عمليّة الكشف عن الرّوابط والقواسم المشتركة ما بين المصمّمين، وذلك في محاولة لترسيم المصالح المشتركة والتضافر فيما بينهم وفي العالم العربي. تطوّر مسار هذه الرحلة لينتج أربع مواضيع، وهي: البحث في المواد، والاستكشافات المساحيّة، وسرديّات المدينة، والحياكة.
فمن أكوام الحصى إلى الجميد، يتم إعادة النّظر في المواد بعيداً عن طريقة عملها المعياريّة، إذ يتم الآن إعادة التفكير في تطبيقها واستخداماتها التقليديّة لتصبّ في مجالات العمارة، أو الأثاث، أو حتّى المنحوتات القابلة للأكل.
لا تعدّ المساحات الطبيعيّة خلفيّة رومانسيّة للسياحة والترفيه فقط، بل مصدراً من مصادر وطرق العيش الجديدة. وبذلك، تصبح المساحة موطناً، وترتفع الأعمدة من التراب.
يمكن للاهتمام المتزايد بتخطيط وترسيم وتأريخ المدن في الشرق الأوسط أن يفسّر صعوبة التعامل مع نموّها المطّرد والعشوائي في كثير من الأحيان. يتم تأويل هذا الاهتمام أيضاً على أنّه اعتراف بتفهّم المدن المتزايد، ليس فقط على شكل بيانات متراكمة، بل أيضاً كمجموعة من القصص والحكايات الشخصيّة والجمعيّة.
تجري الآن عمليّات إعادة إحياء الحرف التقليديّة مثل الحياكة. بينما تحاك حول مواد شعر الماعز والصوف وسعف النخيل تأويلات مختلفة لفكرة الملجأ أمام خلفيّة من البيئات العدائيّة بشكل متزايد.
تتشارك هذه المواضيع الأربعة في الاهتمام بتقصّي المواد المختلفة، والجماليّات، والاحتمالات المفاهيميّة. قد يبدو هذا الاهتمام عقيماً في سياق زمننا ومكاننا الحاليّان، ما يحول دون التركيز على التصميم الذي يتناول العديد من التحدّيات الاجتماعيّة والاقتصاديّة الملحّة. لكن ربّما تكون هذه القضايا الأكثر إلحاحاً في هذا الوقت بالتحديد.