تم تعيين نورة السايح-هولتروب قيّمة لمعرض الهنجر في النسخة الثالثة من أسبوع عمّان للتصميم، والذي سيعقد ما بين 4 و12 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2019. قمنا بمقابلة نورة مؤخّراً للتعرّف على تحدّيات تنسيق المعرض، إضافة إلى توقّعاتها وآمالها للمصمّمين المشاركين.
كيف يختلف تنسيق حدث مثل أسبوع عمّان للتصميم عن العمل الذي أدرته سابقاً؟
يختلف بالطبع من ناحية النّطاق والإطار، لأنّني أعمل غالباً في مجال المعارض الفنيّة ومشاريع إعادة التأهيل الحضري في البحرين، أو ممثّلة عن البحرين. والآن، تسنح لي واحد من أوائل الفرص للعمل على مشروع متجذّر محليّاً في الأردن، إضافة إلى أنّني متحمّسة للغاية للمنظور الإقليمي في أسبوع عمّان للتصميم. في النهاية، أعتقد أنّه بغض النّظر عن مجال العمل، تبقى انشغالاتنا، كمهندسة معماريّة أو قيّمة معارض، ذاتها أينما ذهبتِ، سواء كان الانشغال ببناء مشروع، أو تنسيق معرض فنّي، أو بهذه الحالة معرض جماعيّ، ما يختلف هو النّطاق والانتشار. في النهاية، أعتقد بأنّنا نطمح لخلق لحظات ذات صلة بما يجري حاليّاً، وفي نفس الوقت، خلق تجربة تتحدّى المشاهد بطريقة أو أخرى.
ما الذي تتوقعينه من نسخة هذا العام من أسبوع عمّان للتصميم؟
أعتقد أن موضوع "الاحتمالات" الذي تم اختياره مرتبط جداً بما يجري حاليّاً، إضافة إلى أنّه موضوع متفائل ويقدّم وجهة نظر مهمّة للتصميم والتصنيع كانت ربّما مهملة من قبل. أنا متحمّسة للتعاون والتطوير والتوسّع ضمن هذا الإطار في معرض الهنجر. آملةً في أن يقدّم المعرض فرصةً لتصفير وتوسعة التفكير في التصميم، وتوجيهه نحو عقليّة ليست فقط تفاعليّة، لكنها تمهّد الطريق لاحتمالات لا حصر لها تكمن بين أيدي المصمّمين رغم الظروف السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة الصعبة التي نعيشها.
ما هي احتمالات وتحدّيات معرض الهنجر كمساحة عرض؟
يوفّر الهنجر كمساحة صناعيّة مفتوحة وفارغة بسقفها العالي للغاية احتمالات كبيرة بما يتعلّق بنطاق وحجم الإنشاءات والمواد التي يمكننا عرضها، وهو أمر نأمل في أن نستطيع استغلاله في هذه النسخة من أسبوع عمّان للتصميم. في نفس الوقت، تشكّل المساحة أكبر التحدّيات بما يتعلّق بطريقة تقديم المبنى ذاته بالوضوح والإيقاع الذي يجذب الزوّار من دون المساومة على طبيعة المكان.
ما هو مدى تأثير أسبوع عمّان للتصميم المتوقّع على المصممين في الأردن والمنطقة؟
آمل في أن يلهم أسبوع عمّان للتصميم المصمّمين للابتكار والإبداع، إذ أعتقد أن أفضل المعارض هي المعارض التي تنتهي منها بفكرة تود تطويرها فوراً.
ما هي التحديّات التي تواجه المصمّمين في العالم العربي اليوم؟
يواجه المصمّمين العديد من التحدّيات المتنامية، والتي تتراوح ما بين الافتقار إلى التمويل والبنى الصناعيّة، وما بين تناقص الفرص التعليميّة وغيرها. لكن أعتقد أن التحدّي الأصعب يكمن فيما نفرضه على أنفسنا. فبالرغم من قلّة الاستقرار، ثمّة العديد من الإمكانيّات غير المطروقة أو المستغلّة في العالم العربي. إذ يمتلك المصمّمون بين أيديهم مساحة هائلة يعيش فيها أكثر من 400 مليون شخص في مساحة 13 مليون كيلو متر مربّع، وهم يتشاركون اللغة والثقافة. يمكن العثور على محيط كامل من الاحتمالات والفرص في هذا السياق الجغرافي الثقافي الفريد، ونحن جزء من هذا السياق الذي يشكّل تحدياً، والملهم في نفس الوقت.
ما هي أهميّة إقامة أحداث للتصميم في العالم العربي اليوم؟ ما هي الفرص والاحتمالات التي تعتقدين أنّ الأسبوع يجلبها؟
تكمن أهميّة هكذا أحداث في أنّها تجمع وتعرض المبادرات المختلفة، سواءً كانت فرديّة أو مجتمعة. يوفّر عرض هذه المبادرات بشكل جماعي فرصة للتأمّل في النشاط الإبداعي لمنطقة ما، وتقديمه والتعاون بما يخصّه. توفّر أحداث من هذا النوع أيضاً فرصة التوقّف لبرهة والنّظر إلى ما يحدث على نطاق أوسع، وهذا ما يؤدّي، في النهاية، إلى إطلاق الحوار حول وضع التصميم الآن. وعلى جانب نفعي، توفّر أحداث مثل هذه الفرصة لتحقيق المشاريع وتنفيذها، وذلك عبر توفير حدث ومساحة وجمهور، ما ينتهي بخلق السياق الذي نحتاجه، سواءً كان ذلك في إنشاء فنّي أو فنجان شاي. بذلك، يمكن للأحداث التصميميّة أن تكون محفزّات لتصميم فعّال.