معرض الهنجر
المدينة عبارة عن مزيج من القصص والسرديات الشخصية والمشتركة والمُتخيّلة في بعض الأحيان. وبما أن المدن في العالم العربي لا تزال تنمو بشكل متصاعد، فإن هناك اهتماماً متزايداً في فهم الحيثيات والأبعاد التي تقوم بتشكيل ذلك النمو. من خلال التتبع والرسم والبحث والتخيل، تقوم المشاريع التالية المعروضة في الهنجر هذا العام بتقديم منظور مختلف لرؤية عمان والقاهرة ومدينة الكويت. ومن خلال الفيديو والصوتيات نستطيع الحصول على تجربة مرئية وصوتية غامرة.
نادين ظاظا وسما الساكت مصممتان ومعماريتان أردنيتان تعيشان بين بوسطن، ونيويورك، وعمان. تقدمات في عملهما "عمّان يا عمّان" سلسلة من الرسوم المصورة والرسمات المتناظرة بناءً على سرديات خمسة أشخاص يعيشون في عمان. يستكشف العمل الحياة الجماعية والمتشابكة لتلك الشخصيات وتصوراتهم عن مستقبل المدينة.
عمان يا عمان - نادين ظاظا وسما الساكت
ننتقل إلى القاهرة، مع المصممة الغرافيكية المصرية فريدة خالد التي تعرض مشروع "بناناتوبيا". الفكرة الأساسية من المشروع هي تخطيط مدينة القاهرة ورؤيتها من خلال عدسة فصل تسلط الضوء على الاختلافات الاجتماعية. تم اختيار الموز - كسلعة يتم تداولها كل يوم - وسيطاً لتخطيط الاختلافات الاجتماعية من خلال تتبع أسعاره في أحياء القاهرة. يكشف التفاوت في الأسعار والأنواع المعروضة اختلافات شاسعة بين ضواحي المدينة. وبذلك تفتح بناناتوبيا الأعين على مشاكل اجتماعية قائمة في القاهرة وتكشف من خلال خرائط الموز، التقارب جغرافياً بين الغنى الفاحش والفقر في المدينة الواحدة.
بناناتوبيا - فريدة خالد
تقدم مؤسسة مختبر المربع الأول، نوار الكاظمي، إنشاء يسلط الضوء على الهوية الثقافية. مع تزايد الاستهلاكيّة في العالم، وخاصة في الكويت حيث يجري هذا البحث، يسائل المشروع كيفيّة تزايد اعتبار الهوية الثقافيّة على أنّها سلعة وعلامة تجاريّة تفتقر إلى تفهّم عميق لما يعنيه أن يكون المرء "كويتيّاً". بدأ المشروع بمقابلات مع أفراد تربطهم علاقات بالكويت، سواءً كانوا كويتيين أو غيرهم، وطلب منهم مشاركة تجربة شخصيّة يمكنها أن تعرّف هويّتهم الثقافيّة عبر المواد البصريّة والألوان والعناصر الغرافيكيّة. تم تصميم الإنشاء استناداً إلى الأجوبة التي تم تلقيها، ويقلّد شكل النافذة كإشارة إلى الترابط المتزايد ما بين الاستهلاكيّة وبين الهوية الوطنية اليوم.
بيكا وليموان صانعا أفلام ومنتجان وناشران، يقدمان عملها "إنسان حضري" الذي اعتمد على بحث طويل تم تطويره حتّى الآن في 7 مدن مختلفة، وهي، سيول، وبوغوتا، ونابلس، وسان بيترسبورغ، والرباط، وكيوتو، وطوكيو. تغوص فيديوهاته في المدن بتلقائيّة وأدوات متواضعة لتترجم بأقرب طريقة ممكنة شعور الطبيعة المتنقّلة باستمرار: المساحة البشريّة. تعرض الفيديوهات بحيويّة عبر مجموعة من المواضيع والقضايا المرتبطة بالحياة اليوميّة في الشارع. وتمكنّنا من إدراك كل سياق من هذه السياقات الحضريّة في مختبر تجريبي ومحلي وفريد، ليجيب عن تساؤل إذا ما كنا قادرين على العيش معاً.
تم إنتاج المشروع بدعم فنّي من آغورا بينالي في بوردو، وتم تطوير الجزئية اليابانية فيه بفضل برنامج إقامة في فيلا كوجوياما بدعم من المعهد الفرنسي ومؤسسة بيتينكورت شويلر.
زينة حماد مصممة فنون بصرية أردنية تعرض "هدوء وفوضى"، وهو إنشاء تفاعلي حميمي يستكشف أشكالاً جديدة من رواية القصص عبر استخدام التصميم التخميني كأداة للتواصل. استلهم العمل من قصّة خالد، وهو لاجئ في ألمانيا، والذي يتمحور العمل حول وسادته والذكريات التي تستدعيها. يدعى الزوار إلى إراحة رؤوسهم على الوسائد، والاستماع إلى قراءة لماضي خالد الشخصي جداً، والدخول إلى عالم غير مألوف، إلى عالم وأفكار شخص آخر الحميمي.
هدوء وفوضى - زينة حماد